لكل من مّرَ ، أرجوك قف وتمعن قليلاً لعلّى الله يهدينا جميعا .
هذه بِضْعُ كلماتٍ استنجتها وأيقنتها ..ولكن لتيقن بها يجب خوض ذلك وتطبيق ذلك، ليس مجرد كلام بحروف قِلة
اعذرني فأنا لا أستطيع التعبير بكلماتٍ فصيحة وبليغة ولكنها نابعة من إيمان لست أهلٌ لذلك اعرف ولكننا نحاول ونجاهد أنفسنا ..
ملخص حياتنا ودنيانا بقلمي
الدنيا كلمة تسمعها وينتابك شعور يأس وإحباط ومتاعب حياة و أحداثٍ كثيرة منها الجميل ومنها القبيح
وانا كنت اظن ذلك وافكر بهذه الطريقة خاصةً بهذه الظروف الصعبة التي نعيشها من كل نواحي الحياة .
ولكن سمعت كلمة عابرة غيرت تفكيري..سؤال وهو " مَنْ أنت " أَوجدت نفسك ..اتعرف اين ذاتك ...
الإجابة بالنسبة لي لا ،ستقول بلى اعرف من انا و اعرف ذاتي ..ولكنّ من وجد ذاته الحقيقة سيعيش حالة رِضى عجيبة
وسعادة لا تزول برغم كل مصائب ومتاعب الحياة ،اتعرف ما هي ذاتك ، التي تعرفها ..
إنها ذاتك الخيالية الزائفة التي كونتها البيئية التي تعيشها وكونتها انت بما ترى من حولك وظننتها ذاتك و أصلك ..
لإضرب لك مثلا ..الان الطفل الصغير سيسألك اين الله وهو يرى الشمس والقمر والجبال الشامخة والمحيطات
وتقول له الله اكبر من هذه الأشياء بل هو مَنْ خلقها ..سيندهش ويسلم بما قلت له ، لانه ما زال على فطرته المؤمنة
والمصدقة لذات ووجود الله واننا لا نراه ..لكن بعد أن يكبر وينخلط بالمجتمع اصحاب الذوات الخيالية
سيقول بعقله لما لا نرى الله و أسئلة في رأسه بدأ العقل يحوز على قلبه وفطرته السليمة ..
وهكذا فذواتنا برأينا هي أن أصبح مثلا عالم نابغ طبيب مهندس ...الخ واحصل على أعلى المراتب في كل شي
شهادة بيت جميل ..الخ ونباهي الناس بما حصلناه وانجزناه و نعلق شهادتنا وانجازتنا...لنفخر بها
ظناً منك أنها ستؤديك إلى السعادة والراحة والانجاز ...لكن أنسيت لما خلقت ..أنسيت لما انت موجود ..
متاعب ومصاعب الحياة التي لا تنتهي
انت مشغول بمتاعب الحياة التي لا تنتهي ..لإضرب لك مثلا ..الان بعد تخرجك من اربع ست سنين جاء يوم تخرجك
وأخذ الشهادة الجامعية سيصفق لك الجميع وتفرح فرحة غامرة ..الان بعد عودتك للبيت وانتهاء أمر التخرج والشهادة
..هل ستبقى على سعادتك في باقي أيامك ام سيزول ويصبح أمر معتاد ..اين ذهبت سعادتك ظناً منك باول طريقك لتحقيقه
أنها حلمك وسعادتك ..الان اختفت ..ماذا حصل ..*هذه هي ذاتك الخيالية*. ظناً منك أن ما تنجزه بالحياة هو سعادتك
الراحة النفسية والطمأنينة والسعادة الحقيقية التي لا تزول أبدًا
ذاتك الحقيقة التي لو عرفت منها ولو بنسبة صغيرة ستجد الراحة النفسية والطمأنينة والسعادة الحقيقة التي لا تزول أبداً
ولا تختفي ..أنها_ معرفة الخالق معرفة الله البحث عن الله ولكننا نحن من نبحث عن أنفسنا .
.فالله موجود لا إله إلا هو ،هو من اوجد كل شيء ..ستقول لي كيف اجد نفسي ..
قال تعالى " ونفخت فيه من روحي " سأقول لك اذهب لسجادتك واسجد لربك واطل في سجودك
..كن منعزلاً عن العالم الخارجي لفترة صلاتك لا تفكر بها ابدا ، انسى انك موجود بهذه الحياة
ومشاغلها الكثيرة التي لا تنتهي ولن تنتهي ...ستقول لي أنا أصلي واسجد فما المختلف في الامر ...
سأقول لك اترك نفسك وهدئ من روعك وسلم قلبك وعقلك كله لله وبيده ودع دموعك تُسبل وستجد الراحة.
كلّم خالقك وربك ووكيل امرك وهاديك ورحيمك الذي يرحم ضعفك ويؤنس وحدتك ،وإن اصابك شي سيكون معك.
مع انك لم تكن معه ولم تطعه وتعبده حق عبادة والله يا اخوة كلنا مقصرين وأنا أولكم.
اما لو كانو بشر لن تجد احدٌ منهم وقت ضيفك ومحنتك الا من رحم ربي ....فكيف تريد أن يرضى عنك ابن آدم
و تريده أن يمدحك وتنسى خالقك وربك اللطيف بك ولا تريد أن تسعده ويرضى عنك..فالله غني عنك
ولكنه يحب عباده ويحب التوابين منهم ، ومن يحب الله بقلبه ويعمل ما أمر به ..وسأقول لك شي..
من أحب شخصّ بقلبه فعل المستحيل لأجله وفعل كل ما يحب وابتعد عن كل ما يكره ويبغض ..
فكيف بحب رب هذا الشخص ..دون تشبيه ..كيف يا عبد الله، أنا أقول بأن يحبني ربي و رب العالمين شئٌ كبير ،
اطير من الفرحة عند التفكير بذلك ..الم يحبك احد وتشعر بحبه ..فكيف إلاهك ورب الاكوان ورب السموات والأرض
يحب عبدٌ صغير مشغول بالحياة الفانية ويأكل قلبه من أجلها...يا اخي يا اخوتي في الله ارجعوا إلى الله يكفي
يكفي ما ضاع من عمرنا بالحياة الفانية المتعبة ، جربوا اقرأوا القران ..اعرف انكم تقروا والبعض لا (للاسف)..لكن اقول
اقرأوه بقلوبكم وليس بألسنتكم و تخيلوا في كل آية بأن الله ذو الجلال هو الذي قراها لنا وانزلها لنا
وهذا هو فعلا فالقران كلام الله ..تخيل انك تمسك وتقرأ و تتلو كلام ربك المنزّل من فوق سبع سنوات
الا نتفكر في هذه المعاني ..أم كل شي عندك اعتيادي تقرأ كأنك تقرا كتاب عادي ..ما هذا لما تفعل ذلك و لما تقرا
لتختم فقط وردك اليومي الروتيني ...أأصبحت عبادتنا لله عادة؟!!! ..ام تقرأ ليطمن قلبك وتهرب من الدنيا إلى مكان سكينتك
وأصل وجودك ، كل حرف وكل كلمة تقرأها تفكر فيها .. والله مع كل كلمة تقرأها وتفكر في معناها ومن انزلها ومن قالها
ستبكي وتنزل دموعك ..يا الله الكلام يطول و يطووووول ولكن عليك أن تجرب ذلك لتدرك ما اقصد ..
مع هذا والله جربت ذلك الشعور والطمأنينة تغشى قلبي بضع ايام فقط ..ولكنني بإذن الله ساستمر
وأدعو بأن يثبتنا الله ويهديما دائما بكل خطوة تخطيها ...جانب الله ليس كجانب أحد من خلق الله...اااااه من جرب ذلك
فذاتك الحقيقية هي عند الله ومعه ،ففطرتك هي الإيمان به مزروع بداخل قلبك ولكنها مغموسة جدا
واُغشي عليها من بعدك عن الله والله البُعد عن الله متعب متعب جدا ومرهق للبدن والروح
فلما لا ترجعوا ،اللى تُرْضُوا بعض البشر .....للاسف علينا و نخاف من اشياء ونتوتر من اشياء تافهة وصغيرة
ولو كنا مؤمنين حق ايمان ويقين بالله لن تذرف دمعة من عينك الا له ..أتفهم ما تعني واقول
ولن تشعر بطعم السعادة والراحة حتى لو لديك كل أسباب السعادة الزائفة مال علم اولاد زوجة بيت فاخر ...الخ ..
اصلح قلبك وستصلح كل حياتك يكفي راحتك وهدؤوك الداخلي ورسمة الرضا على وجهك
فمع تعلقك برب العزة لن يحزنك أو يكسرك احد ..ما دام الله معك يكفيك أسمائه الحسنى ومعانيها الكثيرة .
والله الكلام يطول ...ولكن من جرب ذلك احس بطعم السعادة وشي جميل يتدفق في جسمه من حب الله وخشيته وسكيينة
هذا كله لا يحتاج لجهد أو قراءة كتب سيرة وحديث و فقه ..الخ الدين أعمق من ذلك
الدين إيمان داخلي لن يلمسه من لم يجربه
الدين ايمان داخلي لن يلمسه من لم يجربه . أنه يبنع من داخلك .. لان لو صلح قلبك ونفسك الطيبة الطاهرة ظهرت
ستفعل كل شي يوصلك لربك من قرآن قيام ليل تفقه في الدين ودعوة إلى الله..
لكن عليك بالبذرة الاولى بأن تصلحها وتنقيها وتزيل كل الشوائب من عليها ..بعد ذلك لا خوف عليك ستنطلق انا اوقن بذلك
فمن تعلق قلبه بالله ..شعور لا يوصف أو ينوصف ببضع كلمات جامدة ...نصائح مهمة أكثر منها عليك بالصلاة في وقتها
.الان لو نادك شخصٌ مهم الا تهرع للقائه وعدم التأخر عنه ..فما بالك برب العالمين برب الاكوان
أكُلْ ذلك لا يهمك ولا يعينك ..استغفر الله العظيم..أنه منجيك من عذابٍ قريب الا تعقل يا عبد الله..
والله الدين شئٌ جميل ونحن محظوظييين كثيرا بايمناننا اييييه ..ام نحن لسنا مؤمنين والعياذ بالله
كل شخص مؤمن لم يقل عن نفسه محظوظ وسعيد بعبادته لله ليس بمؤمن .. سامحنوني على حقيقتي
الدين ليس فقط عادات وعبادة صماء لا شعور بها
فالدين ليس فقط عادات وعبادة صماء لا شعور بها أو تغير في نفسك و روحك وحياتك....
يوجد شي أود قوله ..الان يوجد كثير من رجال الدين ..سأقول البعض حتى ..من يخوفك بالدين والعذاب والنار .
الم يعلم أن الله ذكر آيات الرحمة أكثر من آيات العذاب ،والله يحب الخطائون التوابون .
بدل أن يحبب الناس بالإيمان فهو راحة الحياة الدنيا وجنتها ..الم تعلم ان في الدنيا جنة ، أنها جنة القرب من الله...راحة أبدية
أيضا جرب أن تقيم بضع ركعات ليل وخاصة في الثلث الاخر من الليل ، وناجي الله خاليا ..
وادعوه واشكو له همومك الكثيرة التي لا يعلمها الا هو ..أيضا أكثر من ذكر الله والتسبيح والاستغفار
والصلاة على حبيبنا ورسولنا وقدوتنا و اسوتنا محمدا صلى الله عليه وسلم وبارك عليه..
الا تدري أنه بكى لرؤيتك ويشتاق لك وانت تبخل بالصلاة عليه وباذن الله سيكون شفيعك يوم القيامة
يوم لا ينفع مال ولا بنون ..صلوا عليه ....ادعو الله ان يهدينا ويثبتنا ويرجعنا إلى صراطه المستقيم
الذي خلقنا لنمشي عليه ..ارجعوا لا تدرون متى ينتهي أجلنا وعمرنا وكل شي ..اجعل لنفسك رصيد عبادة وتقوى لله
فنحن نعيش حياة واحدة ..فالميت يتمنى يوم واحد ليرجع ويعمل الصالحات ،ولكنك انت الله انعم عليك بأيام
وكل يوم جديد فاستغله يا عبد الله استغله وما ذهب لن يرجع ...انووا التغيير والإصلاح وجاهدوا أنفسكم وحاسبوا ذواتكم قبل أن تحاسبوا
...." وكفى بالموت واعظا " يوم تكون ممد على الأرض ماذا سيكون تفيكرك ماذا ستفعل ماذا ماذا تذكر واستعد لذلك اليوم.....
اللهم ردنا اليك ردًا جميلاً
غاية طلب العلم
لا اقصد بقولي أن العلم ليس مهم أو لا يجب طلبه ..بل اقصد غاية طلبه ..تظنها سعادتك أو لأجلها خلقت .
بل هي سبيل لله ومعرفته ليزيد إيمانك به قال تعالى" ويخشى اللهَ من عباده العلماء"
فالعلم مهم للوصول لأصل الخلقة وهي عبادة الله والتفكر في صنعه وخلقه ،لكن لا يكون هدفك التباهي بعلمك وانجازتك ...
هذا وبالله التوفيق...
تعليقات
إرسال تعليق